أنت هنا

يأتي رمضان هذا العام، ببركته وروحانياته ونحن نواجه تحديات كبيرة وجديدة، أهمها صعوبة تأمين الغذاء، فما بالكم بالوصول لخدمات الرعاية الصحية والاجتماعية.

يذكرنا رمضان بمسؤولياتنا التي تأخذ بالنمو كل يوم اتجاه الناس الذين يعانون من ظروف حياتية قاهرة، واخراجهم منها هي مسؤوليتنا جميعاً، لنثبت أن الإنسانية قادرة معطاءة، وأن الإنسان لا يرضى ضعف أخيه.

هذا العام، نرى دارفور، التي عانت من الحروب لسنوات طويلة، تواجه خطراً جديداً، تشعله نار الجهل والعصبية القبلية، لتحصد أرواح المئات وتهجّر آلاف الأسر البريئة، التي ستمضي رمضان في مخيمات تفتقد لأساسيات الحياة السليمة، لا يملكون حولاً ولا قوة، الا دعاءهم في هذا الشهر الكريم.

كما أن السودان استقبل آلاف اللاجئين الجدد القادمين من إثيوبيا ليضافوا إلى مئات الألوف الآخرين الذين يستضيفهم السودانيون بكل كرم وإيثار، لتزيد مسؤوليتنا في تأمين الخدمات الصحية للنساء والفتيات في ظل نظام صحي ضعيف لا يستطيع تغطية احتياجات السودانيين أنفسهم.

وكما في كل الحروب والأزمات وحالات عدم الاستقرار، تبقى المرأة المتضرر الأكبر، لتدفع من عمرها وأحلامها لقاء أعمال الغير، وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية القاهرة، نرى مئات آلاف النساء مسؤولات عن اعالة أسرهن، وتقديم الطعام والرعاية لهم، في شهر اعتادت الأسر فيه على الجلوس على مائدة واحدة لتبادل القصص والطعام والصلوات.

كما ان كبرى اقتصاديات العالم عانت من فيروس كورونا، فتخيلوا عائلات تعيش أساساً في ظروف بائسة وأعمال تعتمد على المردود اليومي الذي لا يكفي لمتطلبات الحياة الكريمة.

ونتيجة لكل هذه الظروف العصيبة التي يعيشها السودان، أناشد جميع شركاءنا لتوجيه دعم أكبر للنساء والفتيات في سبيل تأمين خدمات الصحة الإنجابية لهن، والنضال من أجل حقوقهن، وحمايتهن من العنف القائم على النوع الاجتماعي، كما توجيه الدعم للشباب لينالوا المشاركة التي يستحقونها من أجل بناء سودان أقوى.

لقد نجحنا مراراً في إثبات أننا وشركاءنا قادرون على الاستجابة لكافة التحديات معاً، وأننا لا نفوت فرصة لنقوم بواجبنا تجاه النساء والفتيات، فليكن رمضان فرصة مباركة لزيادة هذا الدعم والتكافل من أجل السودان.

ماسيمو ديانا، ممثل صندوق الأمم المتحدة في السودان