أنت هنا

باقتراب الفترة الانتقالية في السودان من نهاية عامها الثاني، يتضح جليا التزام الحكومة الانتقالية بالتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي وتحقيق إنجازات هامة مثل المصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW) وتجريم ممارسة ختان الإناث و اعتماد الإجراءات التشغيلية الوطنية الموحدة حول العنف القائم على النوع الاجتماعي لأول مرة. وسيبقى صندوق الأمم المتحدة للسكان ملتزمًا بدعم هذه الجهود والعمل على القضاء على كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات في السودان وإدماجهن وتمكينهن.

و"أصوات من السودان" برهان على التزامنا المشترك بالتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي في البلاد. وهذه الدراسة النوعية هي الأولى من نوعها التي ُتغطي كافة انحاء البلاد مما يجعلها تسد الثغرات الكبيرة في البيانات الخاصة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي. وسُتمكن الدراسة المنظمات الوطنية والدولية معًا والحكومة والأمم المتحدة والمجتمع المدني من إيلاء الأولوية لاحتياجات السكان في السودان على نحو أفضل.

تم وصف منهجية الدراسة بانها من افضل الممارسات الدولية للتحليل ال ُمعمق للعنف القائم على النوع الاجتماعي في ظروف الأزمات الإنسانية. وقد تم تطوير هذه المنهجية بواسطة مجال المسؤولية تجاه العنف القائم على النوع الاجتماعي ضمن النهج الشامل لسورية، وكان السودان هو أول بلد ُيطبق هذا النموذج بعد تكييفه ليتسق مع الظروف المحلية.

تستند الدراسة على إفادات شفهية لبعض الأشخاص في السودان وأصواتهم وتجاربهم. ونود هنا أن نتقدم بالشكر والتقدير للنساء والفتيات والرجال والفتيان الذين امتلكوا الشجاعة لإشراكنا في شهاداتهم والذين عرضوا انفسهم لمخاطر الحديث علنا حول هذا الموضوع. وكانت أصواتهم هي التي كشفت لنا واقع تجاربهم مما سُيساعد في توجيه الجهود لمعالجة تعقيدات العنف المبني على النوع الاجتماعي.